عدد مزدوج من "سياسات" يتركز حول الحرب وتوظيفها إسرائيليًا لـ "تجريف" الشرعيّات الفلسطينية

عدد مزدوج من "سياسات" يتركز حول الحرب وتوظيفها إسرائيليًا لـ "تجريف" الشرعيّات الفلسطينية

غلاف المجلة

الوصف: صدر حديثا عن معهد السياسات العامة برام الله عدد جديد مزدوج من فصلية "سياسات" يركّز على توظيف إسرائيل الحربَ الحالية غير المسبوقة في وتيرتها ووحشيتها على كلّ من الضفة وغزة، في خدمة "تجريف الشرعّيات" الفلسطينية بتجلياتها: الثورية والقانونية والدولية وعلى مستوى الرواية والخطاب. البداية، مع مقال افتتاحي للمحلل السياسي محمد هواش تحت عنوان "حول الشرعيّات ومساعي هدمها في ضوء الحرب على غزة"، يتلخص في أن عنوان هذه الحرب العريض يتمثل بنزع الشرعية عن صلة الفلسطيني بأرضه، مستعرضاً الاستثمار الإسرائيلي المتواصل في الانقسام منذ 2007 وتناغم مشروع ترامب (ريفيرا غزة) مع هذا الهدف. وفي العدد تقرير حول ورشة حوارية نظمها معهد السياسات العامة عن "مفهوم "السلطة المتجددة": وسياق استحضاره أميركياً"، شهدت نقاشاً حول المفهوم واندراجه في إطار الحرب على الشرعيات وجهود تجريفها وإفراغها من مضمونها. وقد ركّزت المشاركات على أهمية التفريق بين ضرورة ترتيب البيت الداخلي استناداً إلى الرؤية والمصلحة الفلسطينية وإعادة استنهاض منظمة التحرير وحركة فتح، وبين استخدام الأميركيين للمفهوم تاريخياً كقناع للتدخل في البنى السياسية الداخلية وتكييفها لتتلاءم مع المصالح الأميركية. يتضمن العدد دراسة، أنجزها د. محمد كمال أبو عمشة وأ. يزن الفقها، تضيء على دور منظمة التحرير وثقل المتغيرات الدولية والتحديات الداخلية على أدائها وخياراتها وممكناتها وما يتطلبه الواقع، موصية بتعزيز المرونة الإستراتيجية للمنظمة، والاستثمار في التدريب والأبحاث والتواصل الداخلي وتنمية الموارد المستديمة. يتضمن العدد، أيضاً، دراسة عن انضمام فلسطين إلى المنظمات الدولية: مقاربة تكاملية" أنجزها رئيس تحرير سياسات، د. عبدالله النجار، تسرد وقائع ما شهدته وتشهده الساحة الدولية من اشتباك معقد للحفاظ على شرعية الحقوق الفلسطينية وتطويرها وتوسيعها، عبر توظيف أذرع الدبلوماسية الرسمية والعامة والتسويق السياسي، وموروث الدبلوماسية الثورية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وفي العدد دراسة بعنوان الانعكاسات الجيوسياسية لاتفاقيات إبراهيم على مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي/ للباحث عبد المحسن خضر علامة، تعرّف بجانب خطر من هذه الاتفاقيات يتعلق بإضرارها بشرعية الرواية الفلسطينية كونها تعتبر الصراع على فلسطين وكأنه صراع بين أديان، مخفية تحت البساط الطبيعة الكولونيالية القومجية للمشروع الصهيوني واقتلاعه سكان فلسطين الأصلانيين. في السياق نفسه تشهد محافظات الضفة اجتياحات عدوانية متصاعدة ضمن مجهود الإضرار بالسلطة الفلسطينية وضرب شرعيتها وإعاقة كفاءتها أمام جمهورها، ولهذا يتضمن العدد دراسة تحت عنوان "فاعلية السياسة الحكومية الفلسطينية في توفير السلع الأساسية في ظل الاجتياحات" أنجزها الباحث محمود أبو شنب. يتضمن العدد، خارج إطار المحور، دراسة مفاهيمية للباحث عياد البطنيجي تحت عنوان "اختلال التوازن: "حماس" والقتال في غزة من منظور الحرب غير المتكافئة". تحاول الدراسة، وفق كاتبها، أن تقدم قراءة نقدية لتطبيقات "حماس" نموذج الحرب غير المتكافئة. وهي بذلك، تتحدى تلك القراءات عن هجوم 7 أوكتوبر بوصفه هجوماً ناجحاً، تلك التي تصف الهجوم بالمباغت أو ما يعرف بالمفاجأة الاستراتيجية، وأخيراً تلك التي جعلت من الصفات الشخصية للمقاتلين ضرباً من التحليل الاستراتيجي، بما يمثل ضرباً من "التغفيل عن الحقائق الاستراتيجية". وعودة إلى الشرعية التاريخية والصراع على الرواية، يكتب الأكاديمي والباحث علاء أبو عامر تحت عنوان "الجد والحفيد- الفلسطينيون الكنعانيون بين الماضي والحاضر (التاريخ، الثقافة، الهوية)" مدللًا بمعطيات تاريخية وأثرية ودينية وثقافية ولغوية وجينية على أن الفلسطيني اليوم هو كنعاني الجذور والثقافة والحياة والعادات والتقاليد، حفيد جدّ في تاريخ عريق قديم متجدد مُتصل ومتواصل، يما يُفند السردية الصهيونية والاستشراقية الغربية الاستعمارية. وتحت عنوان "حماية حقوق الملكية الفردية في ظل الحرب: حالة قطاع غزة" يرسم الباحث زكريا سرهد الأطر التاريخية والقانونية لفكرة حماية الملكية الفردية أثناء الحرب ويطابقها على ما حصل ويحصل في غزة، ليخلص إلى أن هذه الممتلكات بقيت مكشوفة الظهر أثناء الحرب وبعدها في ضوء تقصير المجتمع الدولي المريع. في زاوية سياسة دولية يقرأ الدكتور عوض سليمية ملامح التحول الحاد في السياسة الأميركية وهجمة الرئيس العائد إلى البيت الأبيض دونالد ترامب على حق وشرعية وجود الفلسطينيين في أرضهم عبر مشروعه المشؤوم القائم على "تطهير" غزة من أهلها. وختاماً في العدد مقال تحت عنوان "الحــوار الوطني المجتمعي الفلسطيني" للكاتب واثق طه، وقراءة في كتاب: إسرائيل وتأسيس الدولة الفلسطينية للدكتور محمد مصطفى جبريني أنجزها الكاتب محمد البريم. ومما جاء في مقدمة العدد: "يصدر هذا العدد من "سياسات" في زمنٍ فلسطينيٍ قاسٍ وشائك بالمعنيين التاريخي والاستراتيجي، فقد جددَ الاحتلال عدوانه المسعور على غزة بعد هدنة تخللتها عمليات تبادل أسرى، وضاعفَ الحرب على الضفة - خصوصا مخيماتها- بحيث اعتمد نهجاً اقتلاعياً غير مسبوق في اتساعه وخشونته وحجم تدميره. ومع التنبُّه إلى تصاعُد سياسة التمييز والإسكات والترهيب والتضييق تجاه فلسطينيي الداخل؛ يُمكن القول إن الاحتلال "وحَّد ساحات" الوجود الفلسطيني تحت مظلّة القتل والقمع والتجريف، حتى فاض عدوانه على الدول المجاورة ليشمل لبنان وسورية وغيرهما. تزامن هذا كلّه مع عودة دونالد ترامب إلى "البيت الأبيض"، مسلّحاً بفكر "عَقاري" بالغ السطحية، لكنه خطير بما يمثّله من قوة هائلة تتميّز بطيش وفقر أخلاقي، ترامب الذي دشّن حقبته بوعود "بلفورية" حاكت في توحّشها أسوأ ما يستوطن مخيلة اليمين الديني الصهيوني المتطرف في إسرائيل من سيناريوهات. وإذا كان بلفور الذي لا يَمتلك أعطى لِمَن لا يستحق، فإن ترامب يريد تملّك غزّة هكذا بجرّة قلم تشطب الواقع والذاكرة والتاريخ والجغرافيا. هذا هو الفضاء الذي تتحرك فيه التغيرات في فلسطين والمنطقة إذاً، الذي يشهد استخراج مخططات الترحيل من الأدراج بعد أن بدت زمناً كأنها تهويمات معزولة لمهووسين بالغيبيات والأساطير؛ فنحن اليوم أمام قاموس "جديد"، ومشاريع "متجددة"، وأدوات منفلتة، تدفع كلّها نحو تجريف الشرعّيات الفلسطينية بتجلياتها: الثورية والقانونية والدولية وعلى مستوى الرواية والخطاب، وصولاً إلى نكبة جديدة متكاملة الأركان، تعري الفلسطيني بالقوة من كل ما يجسد وجوده كشعب له حق تقرير المصير، وتعيده إلى ما قبل ثورته المعاصرة، التي فرضته كصاحب قضية سياسية عادلة، وليس مجرد تعبير عن مسألة إنسانية حلولها إغاثية".

تصنيف المجلة: مجلة سياسات

عدد المجلة: 60

تاريخ النشر: 2025-04-20

المؤلف: معهد السياسات العامة

المشاركون بالتأليف: محمد هواش، د. محمد كمال أبو عمشة ، أ. يزن الفقها، د. عبدالله النجار، عبد المحسن خضر علامة، محمود ابو شنب، د. علاء أبو عامر، عياد البنطيجي، زكريا سرهد، عوض سلمية .