الرئيسية اتصل بنا English

 


الرئيسية >
الاصدارات

محور حول واقع السياسات الاجتماعية في عدد جديد من "سياسات"

 

صدر حديثا عن معهد السياسات العامة برام الله، العدد 53 من فصلية "سياسيات"، يتمحور حول واقع السياسات الاجتماعية في فلسطين عبر معالجات بانورامية وأخرى مفاهيمية وتطبيقيه، تطال مجالات تتصل بتعزيز البقاء والصمود والمناعة الأهلية. 

يبدأ المحور بتقرير افتتاحي عن مضامين طاولة مستديرة نظمها المعهد حول "المنظور الفلسطيني للسياسات العامة - الحماية الاجتماعية نموذجاً"، كتبه د. محمد عودة، تليه مراجعة لتجربة رسم السياسات والتخطيط فلسطينياً للدكتور وليد سالم، ومداخلة حول الحماية الاجتماعية بصفتها إحدى أبرز أدوات العدالة الاجتماعية لداود الديك، اللتان جرت مناقشتهما على الطاولة المستديرة ذاتها.

في السياق ذاته، يكتب د. أحمد أبو دية مقالة تحمل مساءلة للقوى والحركات الفلسطينية حول مدى اعتمادها برامج اجتماعية واقتصادية، ليختتم المحور بدراسة تلامس الواقع الآني، وتعالج موضوع الحماية الوطنية للفئات الهشة من غلاء الأسعار، وتحمل مقترحها بشأنه،  للباحث محمود أبو شنب. 

ويضم العدد دارسةً حول سياسات توطين المواد الخام في الصناعات الفلسطينية للباحث زكريا السرهد، بما يقدّم إجابة جزئية على تحدي الغلاء المتسارع، خصوصاً مع تصاعد أزمات سلاسل التوريد الدولية، وغلاء عالمي تصعّده الأزمة الأوكرانية، وقراءةً لدور المساعدات الدولية وإيرادات الموازنة في النمو الاقتصادي في فلسطين أنجزها د. محمد كمال أبو عمشة. تليها إضاءة على واقع الصحة الجنسية والإنجابية للنساء ذوات الإعاقة أنجزتها الباحثة حلا علي.

سياسياً، يتضمن العدد معالجةٌ تحليليةٌ شاملةٌ تضع الأحداث الآنية في سياقها الوطني والاستراتيجي أنجزها الكاتب والمحلل السياسي محمد هواش، تحت عنوان "من القدس مرةً ثانية - ضوء أحمر أمام سياسة تجاهل القضية الفلسطينية".

على الصعيد الداخلي، في العدد، دراسةٌ تتعامل مع أسئلة مأزق المشهد الفلسطيني بمكوناته كافة، خاصة الواقع الإشكالي للحركة الوطنية الفلسطينية، في محاول للبحث عن فرص الاستنهاض. الدراسة للباحث الواثق طه، وهي تتكامل مع عرض لكتاب "المشروع الوطني الفلسطيني: تطوره ومأزقه ومصائره"، من تأليف المؤرخ الفلسطيني المرموق ماهر الشريف.

وفي سياق بحث الفلسطينيين عن أدوات لدعم نضالهم وتطوير حضورهم في سياقات دولية حيوية، ينجز د. باسم خضر التميمي دراسةً تحت عنوان "دبلوماسية المنظمات غير الحكومية في السياسة الخارجية الفلسطينيّة"، تجاورها دراسة للباحث عبد الغني سلامة تعالج تغيّرات الإستراتيجية الأميركية تجاه القضية الفلسطينية.

 في ختام العدد، استعادة للدكتور صائب عريقات وتجربته وشهادته على حقبة مهمة، عبر إضاءة على كتابه "دبلوماسية الحصار"، أنجزها الكاتب عمر رمضان صبرة.

وجاء في مقدمة العدد:

"ندفع بهذا العدد من "سياسات" إلى المطبعة، فيما تعيش البلاد حزنها العميق على واحدة من حارسات صوتها وصورتها، الشهيدة الشاهدة شيرين أبو عاقلة. أسكتتها رصاصة غادرة أطلقها جندي يمثل الاحتلال ودولته، فتردد صدى "صمتها" عبر قارات العالم بما يليق بأدائها وسيرتها. استشهدت شيرين على أرض مخيم جنين توأم النكبة والمجزرة، لتصبح فصلاً من الحكاية التي لطالما نقلتها بأمانة وشجاعة ومهنية واقتدار.

لم يأت "تحييد" شيرين خارج السياق، وإنما في ظل أجواء ميدانيةٍ ساخنةٍ، برعاية "حكومة المستوطنين" في إسرائيل، عناوينها تهويد مدينة القدس المحتلة، وفرض وقائع أشد إجحافاً بكل ما يتعلق بالحرم القدسيّ، ونهب ما يمكن نهبه في المناطق المصنفة "ج"، وتجاهل أي معنى سياسي للفلسطينيين في هذه البلاد خارج دائرة الرهان على جدوى الرشاوى المعيشية.

يأتي هذا كلّه في ظل استقطاب يميني/ يميني حادّ، وذيلية يسارية فاقعة، وائتلاف حكومي يعيش على الحافة، وغالباً ما يجد في السطو على حقوق الفلسطينيين خشبة نجاة.

الجديد في المشهد، انزياح المحكمة الإسرائيلية العليا يميناً، وإلقاؤها جانباً قناع مراعاة المعايير الإنسانية والدولية التي لطالما تقنّعت به، لتعلن عن نفسها رافداً لمشاريع الاقتلاع والتشريد وأداةً لشرعنة الفصل العنصري، عبر إصدارها قراراً نهائياً بتاريخ 4 أيار 2022 يتيح للجيش الإسرائيلي "إخلاء" المساكن الفقيرة في مسافر يطا من أهلها على اعتبار أنها "منطقة إطلاق نار" يسيطر عليها الجيش، ولا يحق للفلسطينيين "الاعتداء عليها" من خلال "الاستيطان" الدائم فيها!"