عدد جديد من "سياسات" يتركز حول النكبة المستمرة وتصاعد الصراع على رواية فلسطين

صدر حديثاً من معهد السياسات العامة، برام الله، عدد جديد من فصلية "سياسات" يتضمن، كما جاء في مقدّمته، مساهمات تستحضر الذكرى الـ 75 للنكبة، عبر الإضاءة عليها كصيرورة مستمرة تعبّر عن نفسها من خلال سياسات نكبوية عناوينها القتل والنهب والاقتلاع ومطاردة اللاجئين وإعادة هندسة الحيز وفق اعتبارات كولونيالية وإثنية اتكاءً على الأسطورة الأم وتفريخاتها، في المقابل يركّز العدد على الرواية  الفلسطينية وما يستهدفها من هجمة مسعورة تتبدى في استهداف المناهج، والإعدام المعنوي لأسرى الحرّية، وضرب توقعات الفلسطيني من نفسه وتشكيكه بجدارته بالحرية والاستقلال والانتساب لوطن.

يكتب د. عاطف أبو سيف مداخلة افتتاحية للعدد تحت عنوان "النكبة كمسألة ثقافية: تدخلات مطلوبة في الصراع على رواية فلسطين" مساجلاً التلفيقات الصهيونية وتشعباتها طارحاً إطاراً عملياً يستند إلى رؤية تصلّب الرواية الفلسطينية وترقى بأدوات سردها. في حين يفكك د. علاء أبو عامر في "الكارثة الفلسطينية: بين وعد الرب ووعد بلفور" أساطير "الوعود"، قديمها وجديدها، بأدوات تضعها في سياقها التاريخي العلمي بعيداً عن وظائفيتها الاستعمارية.   

د. وليد سالم يراجع احتلال القدس بحيث يؤطره في السياق النكبوي تحت عنوان "صناعتا الحرب والاستحواذ: القدس في حزيران ١٩٦٧"، فيما يقدّم د. صقر سليمان مقاربة سياساتية تقرأ واقع الجاليات الفلسطينية من حيث دورها وعلاقتها مع الوطن الأم، تخرج بتوصيات حول شدّ خيوطها بما يخدم المسألة الفلسطينية الكبرى.  

وفي باب دراسات أيضاً قراءة للثابت والمتغير في خطاب منظمة التعاون الإسلامي نحو التطبيع، أنجزها د. عـلاء نـزار العقــاد.  

واستئنافاً للحديث عن السياق النكبوي، يقرأ المحلل السياسي مهند عبد الحميد، في باب المقالات، الوقائع الميدانية وما تطرحه تحت عنوان "مشروع شطب فلسطين: استجابات فلسطينية خاطئة"، فيما يراجع الباحث نضال صالح جوانب من مناورات إسرائيل على الساحة الدولية مركزاً على المستجد الأوكراني، تحت عنوان "إسرائيل في "مصائد" الحروب الباردة".

في العدد تغطية وافية لفعالية متميزة من فعاليات معهد السياسات العامة تتمثل بـ "الورشة الوطنية حول سياسات تمكين قطاع الطاقة في فلسطين: مسارات استراتيجية".

في باب السياسات العامة، قراءة للتضخم في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - الأسباب والمآلات وسبل العلاج، أنجزها د. محمد كمال أبو عمشة، تتكامل مع دراسة سابقة عالجت مسألة التضخم في سياقها الفلسطيني الخاص.

يختتم العدد بقراءتين في كتابين مرتبطين بما بدأنا به، الأول كتاب "فلسطينيو أميركا .. الجيل الثاني وصراع الهوية" لطارق موقدي أنجزها محمد البريم، والكتاب الثاني "نهب الممتلكات العربية في حرب 1948" لآدم راز أنجزها أمين دراوشة.