الرئيسية اتصل بنا English

الرئيسية >
 

                     

دراسات حول القدس ومسألتي الطاقة المتجددة

 والسياسات الزراعية في عدد جديد من "سياسات"

 

رام الله: صدر حديثا عن معهد السياسات العامة برام الله العدد (55) من فصلية "سياسات"، ويضم بين دفتيه ثلاثة محاور فرعية، يعالج أولها الوقائع المقدسية من خلال استحضار تاريخ بلدية القدس وقراءة حاضرها، إلى جانب محورين يتابعان مسألتي الطاقة المتجددة والسياسات الزراعية في فلسطين.

تحضر القدس في دراسة موسعة، تحت عنوان "بلدية القدس الفلسطينية، تاريخها.. ونافذة على مستقبلها"، أنجزها د. وليد سالم، تبدأ من التاريخ البعيد، وتتعمق في تفاصيل الحاضر، لتقدّم اقتراحها الخاص للمستقبل، بحيث تكشف أن ما فعلته إسرائيل في الشأن البلدي المقدسي بعد حرب عام ١٩٦٧ لم يقتصر على حل البلدية الفلسطينية التاريخية القائمة في المدينة منذ العام ١٨٦٣، بل تعدى ذلك إلى محاولة نزع الشرعية كلياً عن هذه البلدية، وإسباغ الشرعية في المقابل على البلدية الإسرائيلية التي فرضتها على القدس الشرقية المضمومة قسراً إلى إسرائيل تحت شعار "المدينة الموحدة" بما يتناقض مع القانون الدولي.

تستخلص الورقة أن الطريق للتقدم بهذا الموضوع فلسطينياً يكمن في تفعيل أمانة القدس القائمة عبر الاستجابة من منظور تنموي وليس خدماتي فقط للاحتياجات الإنسانية الباهظة والمشروعة المتراكمة لفلسطينيي القدس الشرقية وبناء مقومات الانفكاك عن الاحتلال في المدينة.

كما تحضر القدس في قراءة أنجزها الصحافي يوسف الشايب لكتاب صدر عن "مدار"، حديثاً، تحت عنوان "الاستيطان في أحياء القدس" لأحمد أمارة، يركز تحديداً على الاستيطان في قلوب الأحياء الفلسطينية في القدس: البلدة القديمة والشيخ جراح وسلوان، بما يكشف الكثير من الأدوات "القانونية" والإجراءات التنظيمية والإدارية المستخدمة لهذا الغرض.

تركز "سياسات" على موضوع الطاقة المتجددة، كمجال مهم لتحقيق نوع من الاكتفاء ومستوى من دعم التنمية، على الرغم من اصطدام جهوده بسؤال السيادة، الذي تتحطم عليه في العادة كل المجهودات الفلسطينية لاستغلال الموارد وتنميتها.

التحول المستديم إلى نظام الطاقة المتجددة في فلسطين - تطور في النموذج المرحلي، هو عنوان دراسة د. عماد بريك، في هذا المجال، فيما يعالج د. ياسر الخالدي مسألة الانتقال إلى الطاقة المستديمة في فلسطين: مفاهيم أساسية لتعزيز الاستثمارات وتمكينها.

ولأن الحديث عن الطاقة المتجددة توأم مسألة المناخ، يقدّم الباحث عبد الغني سلامة، دراسةً بانوراميةً تغطي محاور النقاش العالمي حول التغير المناخي، بين المؤامرة، والسياسة، والعلم.

واستكمالاً لمحور العدد الماضي عن السياسات الزراعية، يقدّم د. نايف جراد مقاربة معرفية للأمن الغذائي في السياق الفلسطيني.

كما يضم باب السياسات ختاماً دراسة: الاستقطاب السياسي في أوساط الشباب الفلسطيني: سياق الانتخابات الفلسطينية 2021، أجراها الباحثان عبد الله زماري، وسمر سوابتة.

في باب المقالات، يقدم الكاتب الواثق طه قراءةً في خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة، وما يحمله من رسائل ويؤشر له من توجهات، إلى جانب مقال حول استراتيجية صناعة الفوضى في المنطقة العربية للباحث أنور رجب، ومقال سياساتي عن أثر السيادة الفلسطينية المنقوصة على عقود الامتياز للباحثة آلاء مليطات.

في الشأن الداخلي القانوني والتشريعي، تقدّم سياسات مخرجات ورشتين مهمتين نظمهما معهد السياسات العامة حديثاً، الأولى تحت عنوان: "السياسات التشريعية والمرجعيات الدستورية الناظمة لإصدار القوانين، تحدث فيها: مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان د. عمار الدويك، والمستشارة القانونية رئيسة ديوان الفتوى والتشريع السابقة إيمان عبد الحميد، ورئيس الفريق الوطني لبناء قواعد البيانات الوطنية ودعم القرار منير سلامة. والثانية تحت عنوان "سياسات الانضمام إلى المنظمات والمعاهدات والاتفاقيات الدولية وانعكاسها على سيادة القانون"، تحدث فيها: مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وسفير فلسطين لدى سويسرا د. إبراهيم خريشة،

والمستشار رئيس المحكمة الدستورية العليا د. محمد حاج قاسم، ورئيس المؤسسة الفلسطينية للإقراض الزراعي د. عبد المنعم وهدان،

ومدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان د. عمار الدويك.

في الشأن الدولي، يتناول د. علاء أبو عامر المكون الديني في حرب روسيا على أوكرانيا.

ومما جاء في مقدمة العدد:

"تغيّر المشهد السياسي الإسرائيلي عميقاً في العقد الأخير، بانتقال المستوطنين من هامشه إلى مركزه، فتحوّل ما كان توسعاً زاحفاً إلى استباحة جائرة، وما كان احتلالاً مقنّعاً إلى مكشوف لا يجهد في إخفاء هويته، وإنما يطرحها كرؤية وبرنامج وأدوات وكأنها هي الشرعية ذاتها، وكأن لا وجود لأي شرعيات دولية، وكأن لا معنى لوجود الفلسطيني على أرضه خارج دائرة الضبط الأمني والاستتباع الاقتصادي بشروطه المعروفة.

في هذا السياق، تتصاعد الأوضاع الميدانية في فلسطين، مع تراكم مسببات الانفجار، ابتداءً من محاولات تغيير الوقائع وإعادة احتلال الرموز وكسر الرمزيات في القدس تحديداً، مروراً بتكريس غير الطبيعي كحالة طبيعية في المجالات كافة، وصولاً إلى ارتفاع منسوب الدم في إطار الدعاية الانتخابية الأحدث في إسرائيل.

لقد قطعت دولة الاحتلال شوطاً بعيداً في تجاوزها وجود سلطة فلسطينية، عبر استدعاء أدوات ما قبل السلطة (الإدارة المدنية)، واستحداث غيرها كنوافذ لها مع ما تعتبره مجرد "سكان" منزوعي الحقوق لـ "مناطق" لا معنى جيوسياسياً لها. في هذا السياق جاء خطاب الرئيس محمود عباس في الأمم المتحدة، ليعيد الحديث عن الصراع بمفرداته الأولى، ويؤطر لممكنات مجابهته تالياً.

كالعادة، لا تعالج "سياسات" الحدث الساخن بالضرورة، إنما تحاول البحث في ما هو ضروري لضمان فهم أعمق للاحتياجات، ورؤى تسلح النقاش العام بمعرفة لا غنى عنها لاختصار الطريق نحو الأهداف الوطنية الأسمى".

نسخة محوسبة من العدد